لأننا نحبكم

لأننا نحبكُمْ

لأننا نغبطكُمْ

لأننا نصبح في أفراحكُمْ

زهراً وعطراً وهَزاراً وشموعْ

ونغتدي في حزنكُمْ

ثوبَ حِدادٍ ودموعْ

   * * *

لأننا نشرب نخب نصركُمْ

وننكس الأعلام يوم ضُرّكُمْ

لأنّ قلبنا لكم في حلوكم ومُرِّكُمْ

ندعو بأنْ تتفقوا

ندعو بأنْ تتحدوا وتلتقوا

    * * *

لا درْسَ نعطيهِ لكُمْ

لا نُصْحَ نسديهِ لكُمْ

لا شيءَ إلا دعوة صادقة أن تـُفلِحوا

سِوى صلاةٍ حارّةٍ أن تنجحوا

في أن يعود السلم والوئام والأمانْ

لداركُمْ وعشقنا "لبنانْ"

    * * *

نحبكُمْ لأنكمْ أهديتمُ الحروفَ للأجناسْ

مِنْ زمن الفينيقْ

نحبكُمْ لأنكمْ فرشتمو قلوبكُمْ

ورداً لكل الناسْ

للأهل والضيوف والشقيق والصديقْ

للاجئٍ في ضيقْ

وعابر الطريقْ

فالناس ـ كل الناس ـ عندكمْ أحِبّهْ

وفي تلالكُمْ أزهرت المَحبَّهْ

وعاشت الأديان والأعراق في تناغم عجيبْ

كان مثالا للبعيد والقريبْ

في نزعةِ التسامُحْ

ونبرةِ التصالـُحْ

   * * *

نغبطكُمْ

لأنكمْ تشكلون لوحة بديعهْ

أنتمْ مع الطـَّبيعهْ

تشكلون لوحة مضيئهْ

بهيجة الأشكال والأنغام والألوانْ

رائعة الأطياف والأعراق والأديانْ

كأنها منارَهْ

في قمّة الحضارهْ

   * * *

فالله من عليائهِ حمّلكمْ

جزءاً من الجنانْ

في هذه الدنيا وديعهْ

صار اسمها " لبنانْ"

   * * *

والكون من فصوله أهداكمُ ربيعهْ

وملأ السهول والحقول والكرومْ

ورداً وأقحوانْ

   * * *

والشِّعرُ لمّا عشق الجبال والوديانْ

فجّر في ربوعِكُمْ ينبوعَهْ

فالطفل فيكم ينظم الأشعار والأزجالْ

وينشد الموّالْ

   * * *

والفنّ أغواه الجمالْ

فرمى بساحلِكُمْ قلوعَهْ

ومن أطايب الأنغام والألوان ِ والأشكالْ

ومن مفاتن الأضواءِ والظلالْ

أرضعكُمْ ضُروعَهْ

* * *

طوبى لكُمْ

فأرضكم متاحف الفنون والآثارْ

ومنابر الأفكار والأشعارْ

ومباهج القلوب والأرواح والأبصارْ

ومَناجِمُ الأبطال والأحرارْ

* * *

لأننا نحبكُمْ

لأننا نغبطكُمْ

لا درْسَ نعطيهِ لكُمْ

لا نُصْحَ نسديهِ لكُمْ

سوى الصلاة والدعاءْ

ندعو بأنْ تتفقوا

ندعو بأنْ تتحدوا وتلتقوا

أن تـُفلِحوا

أن تنجحوا

في أن يعود السلمُ والوئامُ والأمانْ

لداركُمْ وعشقنا "لبنانْ"

الجزائر في 14-07-2007

                        عبد الله خمّار

من المجموعة الشعرية "محطات عاطفية في رحلة العمر"

نشر دار القصبة بدعم من وزارة الثقافة في 2009